الكتابة للمستوى المتقدّم من طالبة الجامعة بضوء الكفاءة الذاتية والتفكير الإبداعي



إن الكتابة من المهارت الأربع في تعليم اللغات. وفيها مهارة يدوية أو آلية ومهارة التعبير. وفي تعليمها لابد أن يبدأ المتعلم أن يتعلم المهارة اليدوية ثم مهارة التعبير. هما ما يسمى الكاتب بالجانبين في مهارة الكتابةالعربية. فالمهارة اليدوية يتعلم فيها المتعلم كيفية خط الحروف ونسخ أشكالها وإملاء كلماتها. وأما مهارة التعبير فهي تمكين الفرد على تعبير أفكاره كتابيا.
جانب المهارة اليدوية أو الآلية
وفي كتابة الحروف العربية خصائصها. والنسخ أو الخط هو رسوم أشكال حرفية. وهو ينسخ الطلبة حرفا من حروف ثم كلمات ثم جملا. وفي هذه المرحلة يدرس ويدرب مهارته في الجانب الآلي. وقال الفوزان، يحتوي الجانب الآلي على: الكتابة من اليمين إلى اليسار ومن فوق إلى تحت، رسم الحروف وأشكالها، تجريد الحرف والمد والتنوين والشدة، (ال) الشمسية و(ال) القمرية والتاء المفتوحة والمربوطة، الحروف التي تكتب ولا تنطق والحروف التي تنطق ولا تكتب، الهمزات، الضبط بالشكل (وضع الحركات القصيرة على الحروف)، الحروف التي يتصل بعضها ببعض، تلك التي تتصل بحروف سابقة لها، ولا تتصل بحروف لا حقة، رسم الحركات فوق الحرف أو تحته أو نهايته، رسم همزات القطع والوصل أو عدم رسمها، وعلامات الترقيم (عبد الرحمن، 2009)
.
وبعد استطاع الفرد على كتابة الحروف العربية، ثم يستمر التعلم إلى الإملاء. والإملاء تدريب وممارسة لكتابة الكلمات من خلال السمع. وقال معروف، إن الإملاء هو تحويل الأصوات المسموعة المفهومة إلى رموز مكتوبة (الحروف).  وقال الصديق، تبدأ هذه المرحلة بعد تدريب الطلبة على النسخ لمدة زمنية معقولة (عبد الله، 2008).  وهذه المرحلة تنقسم إلى خمسة أنواع، وهي الإملاء المنقول، الإملاء المنظور، الإملاء الاستماعي، الإملاء الذاتي، والإملاء الاختباري (معروف، 1998).
وبعد مرحلة الإملاء، يتعلم المتعلم الكتابة بالإنشاء. والإنشاء عند خليل الهندوي هو المظهر الصادق لقوة فكر الطالب في نفسه وفي الأشياء حوله، وقوة تعبيره عما يفكر، وعما يشعر بلغة سليمة (الهندوي، دون السنة).  وقال منصور وكستياوان، إن الإنشاء هو إفصاح الإنسان بلسانه أو قلمه عما في نفسه من الأفكار والمعاني (منصور وكوستياوان، 2002).  ومن التعريفات الثلاثة يمكن تلخيصها أن الإنشاء هو قدرة الإنسان على تعبير أفكاره ومشاعره وأحاسيسه بلغة سليمة بلسانه أو قلمه. وفي هذه المرحلة تندرج في الجانب الثاني وهو جانب مهارة التعبير.
جانب مهارة التعبير
بخلاف مما عبر الكاتب عن الجانب الأول، إن هذا الجانب يحتاج إليه المتعلم في تعبير أفكاره. وفي تعبيرها عمليات معقدة، حيث للمتعلم استعدد نفسيا في الكتابة. فهناك النظرية التي تبحث عن هذه العملية وهي الكفاءة الذاتية.
والكفاءة الذاتية مفهومة من النظرية المعرفية الاجتماعية التي طورها ألبرت باندورا من كنادى. والكفاءة الذاتية هي حالة نفسية للفرد في تشجيع نفسه ويوجه نفسه في العمل المؤسس على خبراته، واستعداد النفس على قدر استطاعته في التعلم (Pervin, Lawrence A, Cervone, And John, 2010).  وقال باندورا وألويصال إنها قدرة الفرد على حمل جانب الشخصية في التعامل مع الآخرين الذي يتعلق فيما بعض وتعيينه بالسياق الاجتماعي (Bandura, 1997; Alwisol, 2014). وفي هذا الصدد يمكن للفرد أن يسيطر نفسه من خوفه على الأخطاء في الكتابة حينما يعبر أفكاره وتوسيعها كتابيا.
وفي هذا المقرر الذي ألفته أدي دستري دفيانا استخدم مدخل الكفاءة الذاتية. وهذا مدخل جديد خاصة في تعليم مهارة الكتابة ولاسيما لطلبة الجامعة مهما كانوا في المرحلة الابتدائية. وهذا المدخل مناسب بمستوى الطلبة وقدرتهم لأن تعبير الأفكار كتابيا بحاجة إلى الإتقان مع النفس بجانب العناصر الأخرى مثلا المفردات العربية والتراكيب العربية والقواعد الإملائية.
وهناك معايير في أهداف التعليم على وجه العام وفي تعليم مهارة الكتابة على وجه الخاص. ففي سنة 2013 قد ظهرت نظرية ما تسمى هوتس (HOTS) أو Higher Order Thinking Skill. وأصلا أن هذه النظرية دراسة تطويرية من مفهوم عناصر بلوم (1956). وقال قولين، من أهداف بلوم هو لبروز الأفكار العالي في التعليم مثلا التحليل والتقويم من تعليم الطلبة لتذكر المعلومات (Collins, 2014) .  وعناصر نظرية بلوم ثلاثة، هي المعرفي والسلوكي والنفسحركي.
وهوتس (HOTS) تندرج في عنصر المعرفي. وفيما يلي تفصيل هذا العنصر الذي ينقحه أندرسون وكرتوال: (1) ج1: التذكر هو المعرفة وإعادة التذكر على المعلومات من الحفظ، (2) ج2: الفهم هو بناء المعنى من مناقشات، (3) ج3: التطبيق هو الفعل والاستخدام على النماذج والتقديم والمقابلة والتمثيل، (4) ج4: التحليل هو حل المفاهيم إلى الأقسام، وتعيين الأقسام التي لها علاقة فيما بعض، (5) ج5: التقويم هو جعل التقدير المؤسس على الخطة وخلق معايير من خلال تشخيص الجمع والتنقيح والنقد، (6) ج6: التفكير الإبداعي هو جمع النعاصر لتكوين الجميع التماسك والتوظيف، وإعادة العناصر تكون نموذجا والتركيب الجديد من الخطة والإنتاج والمنتج.( Wilson, 2016)
وفي هذا المقرر، قد طورت المؤلفة حيث إن من مداخل تعليم مهارة الكتابة هي التفكير الإبداعي. وفي تعبير الأفكار كتابيا بهذا المدخل يرتب الطلبة أفكارهم أو إعادة الترتيب من الأفكار الموجودة في النصوص المعدة وكتابة الوصف وكتابة الرسائل الرسمية وغير الرسمي وما إلى ذلك. لذلك أنا مسرور جدا بوجود هذا المقرر الذي يزداد المقررات التي يمكن استخدامه في الجامعات الأخرى في تعليم مهارة الكتابة العربية.

Posting Komentar

0 Komentar